الأثر المعدل لإختلاف مصادر التمويل على العلاقة بين نفقات البحوث والتطوير والآداء المستقبلى للشركات: دراسة تطبيقية على قطاع الرعاية الصحية والأدوية بمصر

المؤلف

كلية التجارة – جامعة دمنهور

المستخلص

    إن أهم ما يميز صناعة الدواء هو أنها صناعة كثيفة التكنولوجيا تعتمد على الإنفاق المتزايد والمستمر على أنشطة البحوث والتطوير من أجل تحسين جودة الدواء من ناحية، ومن ناحية أخرى مواجهة ما يستجد من أمراض وأوبئة عالمية مثل جائحة كوفيد "19". ولذلك، ينبغي على مجالس إدارة الشركات أن تركز على إدارة وتحديد مصادر التمويل اللازمة لإستمرارية الإنفاق على أنشطة البحث والتطوير، حيث إن مصدر التمويل غير الملائم يؤدى إلى مخاطر مالية كبيرة، مما قد ينتج عنه تدهور الأداء المستقبلي ومخاطر عدم الإستمرار والبقاء فى النشاط.
    وفى ظل الآراء المختلطة حول العلاقة بين استثمارات البحث والتطوير ومصادر التمويل والأداء المستقبلى للشركات، لم يكن من الواضح ما إذا كان اختلاف مصادر التمويل له تأثير مباشر أو غير مباشر على العلاقة بين نفقات البحث والتطوير والآداء المستقبلى للشركات. لذلك، فقد استهدف هذا البحث اختبار أثر كثافة البحوث والتطوير على الآداء المستقبلي للشركات ممثلاً في التدفقات النقدية المستقبلية كمقياس محاسبى، وعوائد الأسهم المستقبلية كمقياس سوقى للآداء المستقبلي للشركات، بالإضافة إلى اختبار الدور المعدل لإختلاف مصادر التمويل (التمويل بالملكية في مقابل التمويل بالدين) على قوة واتجاه العلاقة بين أنشطة البحث والتطوير والآداء المستقبلى للشركات لفترة مستقبلية تقدر ب 5 سنوات، اعتمادً على عينة من الشركات العاملة فى قطاع الرعاية الصحية والأدوية فى بيئة الأعمال المصرية.
    وقد تضمنت عينة الدراسة جميع شركات الأدوية المدرجة بالبورصة المصرية والتي تفصح عن نفقات البحث والتطوير فى القوائم المالية الخاصة بها لتقتصر عينة الدراسة على 9 شركات، بإجمالى 189 مشاهدة خلال الفترة بين 2001-2022. بالإضافة إلى ذلك تم إجراء تحليل حساسية لإختبار أثر جائحة "كوفيد -19" على تحليل الأثر المعدل لمصادر التمويل على قوة واتجاه العلاقة بين نفقات البحث والتطوير ومخاطر الشركات بالإعتماد على الفترة الزمنية (2015-2018) كفترة ما قبل الجائحة وفترة (2019-2022) كفترة الجائحة وما بعدها.
    وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود تأثير إيجابى ومعنوى لأنشطة البحث والتطوير على الأداء المستقبلي للشركة ممثلا في التدفقات النقدية المستقبلية، في حين أنه لم يكن هناك علاقة مع عوائد الأسهم المستقبلية وقد يرجع ذلك إلى عدم كفاءة الأسواق المالية في بيئة الأعمال المصرية. كما توصلت الدراسة إلى وجود تأثير إيجابى للتمويل الداخلى على العلاقة بين نفقات البحث والتطوير والتدفقات النقدية المستقبلية وعلى العكس، كان هناك تأثير سلبى للتمويل الخارجى على العلاقة بين نفقات البحث والتطوير والتدفقات النقدية المستقبلية. وعلى الجانب الآخر، لم تجد الدراسة اى تأثير للتمويل الداخلى أو الخارجى على العلاقة بين نفقات البحث والتطوير وعوائد الأسهم المستقبلية. كما أظهرت نتائج تحليل الحساسية وجود تأثير ايجبى ومعنوى لجائحة "كوفيد -19" على العلاقة بين كثافة البحث والتطوير وتقلبات عوائد الأسهم وذلك بسبب اهتمام الشركات بزيادة الانفاق على أنشطة البحث والتطوير بعد الجائحة

الكلمات الرئيسية