أثر استخدام نظام تکاليف تيار تدفق القيمة في قياس العوائد التشغيلية والمالية عند تفعيل مبادرات إستراتيجية الإنتاج الخالي من الفاقد: دراسة حالة

المؤلف

کلية التجارة جامعة طنطا

المستخلص

منذ تسعينيات القرن الماضى، حدثت تغييرات جوهرية بالبيئة الخارجية المحيطة بمعظم المنشآت، ومن تلک التغييرات: توافر تکنولوجيا تشغيل المعلومات، تراخى القيود المفروضة على الدخول بالأسواق، زيادة تطلعات العملاء بالإضافة لقصر دورة حياة المنتجات، مما أدى لتغيير أبعاد المنافسة من الترکيز علي الإنتاج الکثيف وإقتصاديات الحجم Economies of Scale بغرض خفض التکلفة، إلى سرعة الإستجابة فى تلبية متطلبات العملاء مقترنة بإقتصاديات المجال Economies of Scope بغرض تحقيق إحتياجات العميل بأعلى مستوى للجودة، وبأسرع وقت مُمکن، بالإضافة لتحقيق وفورات تکاليفية عن طريق إستهلاک الموارد بالقدر الکافى فقط لمقابلة ما يتوقع المستهلک الحصول عليه وليس أکثر من ذلک. ولضمان إستهلاک الموارد بالقدر الکافى يجب عدم إستخدام موارد المنشأة فى أنشطة لا تُضيف قيمة، أو أداء عمليات/إضافة خصائص بالمنتج لا يحتاجها العميل، ومن ثم أصبح  تعزيز الميزة التنافسية لأي منشأة مُرتبطاً بمدى قدرتها على التميز بمؤشرات النجاح الرئيسية، والمتمثلة فى التکلفة، الجودة، التوقيت، سرعة الإستجابة(Fullerton, et al., 2013; Kapanowski, 2016a)
    وفى ضوء تزايد حدة المنافسة بين المنشآت الصناعية العاملة فى السوق العالمى على إجتذاب أکبر قدر ممکن من العملاء من خلال تقديم منتج متميز من حيث الجودة، التکلفة، فى الوقت والمکان المناسب بالشکل الذى يتناسب مع تطلعات العملاء المتجددة، وفى ضوء محدودية الموارد المتوافرة، فقد زاد الترکيز على الإستخدام الأمثل لهذه الموارد من خلال قيام المنشآت الصناعية بإستحداث وسائل وآليات جديدة للتصنيع تستند على تطوير سياسات المخزون، التنظيم الداخلى للمصنع Layout ونماذج تدفق الإنتاج، العلاقات مع الموردين، نظم تخطيط الموارد، نظم الإنتاج/الشراءالآنى، الإنتاج وفق قيود تکاليفية مفروضة Cost Constraints، ونتج عن إتباع العديد من المنشآت لتلک الممارسات حدوث تحسينات مادية ملموسة فى فعالية وکفاءة ومرونة النظم الإنتاجية، إلا أن تنفيذ/تفعيل تلک  الممارسات بشکل غير مهيکل، ولا يراعى العلاقات التأثيرية فيما بينها، قد لا يحقق الأمال المنشودة منها Ravenscraft, 2016) (Mcvay, et al., 2013;